يبدو أن الألماني أوتمار هيتسفيلد مدرب منتخب سويسرا الحالي قد استفاد من التجربة الأوروبية التي خاضها فريق برشلونة في السنتين الماضيتين خلال مشاركته في دوري أبطال أوروبا خصوصاً عندما كان العملاق الكاتالوني يواجه الفريقين الذين دربهما البرتغالي جوزيه مورينيو (تشلسي وإنتر ميلان)، وذلك باعتماده التكتيك ذاته ما أسفر عن تكبيد "الماتادور" الإسباني أمس الأربعاء أول خسارة له في مباراته الافتتاحية (1-صفر) في كأس العالم 2010 المقامة حالياً في جنوب أفريقيا.
وأدرك هيتسفيلد الملقّب بالجنرال أن المنتخب الإسباني يلعب بنفس الأسلوب الذي يعتمده فريق برشلونة ذلك أن هنالك عدة لاعبين بارزين في تشكيلة المنتخب يلعبون لصالح "البارسا" وهم (بويول وبيكيه وإنيستا وتشابي هيرنانديز وسيرجيو بوسكتس وبدرو رودريغيز ودافيد فيا...) فما كان منه إلا أن استعمل وصفة مورينيو الشهيرة التي نجحت في ترويض الإسبان.
ويخال لمن تابع مباراة الأمس انه كان يشاهد المباراة التي جمعت فريق برشلونة بنظيره تشلسي في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2008-2009 والتي انتهت لمصلحة الفريق الإسباني بأعجوبة بالتعادل 1-1، بعدما كان تشلسي قد تقدم 1-صفر قبل أن يعود إنييستا ويسجل في الدقائق الأخيرة هدف التعادل ليتأهل "البرسا" لتعادله خارج أرضه 1-1، علماً أن مباراة الذهاب انتهت بالتعادل السلبي.
وتكرّر السيناريو ذاته مع مورينيو عندما انتقل لمواجهة برشلونة في الموسم الماضي 2009-2010 لكن مع فريق إنتر ميلان إذ سدّ البرتغالي جميع الطرق المؤدية إلى مرمى خوليو سيزار في نصف نهائي مباراة الإياب، والتي انتهت لصالح الفريق الكاتالوني 1-صفر لكنها لم تمنع خروجه كونه كان قد خسر في الذهاب 3-1.
وإذ كان مورينيو قد نجح في سد الطرقات المؤدية إلى مرمى فريقه عبر اعتماد ما أصبح يعرف في إسبانيا بخطة "الباص" في إشارة إلى بناء سد منيع يتألف من ثمانية لاعبين ومن ثم الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة والمنظمة لمباغتة الخصم وتسجيل هدف الفوز، فإن هيتسفيلد اعتمد خطة "الإيرباص" أي أنه وضع طائرة إيرباص أمام حارس مرمى تشكيلته، ونعني بذلك جيشاً منظماً من المدافعين الذين قاموا بالذود والتصدي لوابل الهجمات الإسبانية التي باءت جميعها بالفشل.
وعلى الرغم من أن المنتخب الإسباني استحوذ على الكرة معظم فترات المباراة (63% مقابل 37% للمنتخب السويسري) إلا أن سويسرا استطاعت قهر بطل أوروبا وأبرز المرشحين مفجرة بذلك كبرى مفاجآت الدور الأول.
ولم تتمكن كتيبة ديل بوسكي المدججة بالنجوم من خرق دفاعات أبناء هيتسفيلد الذي دخل المباراة وهو يعرف تماماً أنه سيواجه أبطال أوروبا وفريقاً مرشحاً فوق العادة للذهاب بعيداً في البطولة الحالية والفوز باللقب، ورغم إصابة لاعب آرسنال فيليب ساندروس وخروجه من المباراة علماً أن الأخير يعتبر حجر أساس في دفاع سويسرا، إلا أن رفاقه كانوا على الموعد وعند حسن ظن مدربهم فتعاونوا وصمدوا في وجه غارات الأسطول الإسباني وتمكنوا من الخروج منتصرين وخطف أغلى ثلاثة نقاط يمكن أن يحصلوا عليها في مباريات الدور الأول.
وبخسارته يكون بطل أوروبا قد دخل منعرجاً خطيراً خصوصاً أن منتخب تشيلي المنظم كان قد حقق فوزاً مستحقاً على هندوراس وهو يطمح بقيادة مدربه الأرجنتيني مارسيلو بييلسا إلى التأهل إلى الدور الثاني ومواصلة مغامرته الأفريقية بنجاح.
وباتت رحلة إسبانيا صعبة جداً خصوصاً في حال احتلالها المركز الثاني في مجموعتها ما سيحتم عليها مواجهة البرازيل أو كوت ديفوار أو حتى البرتغال في الدور الثاني.
وقال هيتسفيلد عقب انتهاء المباراة: "هو فوز تاريخي وسيدون في كتب التاريخ. ركزنا في الشوط الأول وكنا منظمين منذ البداية ومنعنا إسبانيا من أي فرصة في الشوط الأول وأعطانا هذا ثقة. لو لعبنا مباراة هجومية ضد إسبانيا لكنا خسرنا ولكان دخل مرمانا هدف تلو الآخر".
هذا وأشاد المدرب المخضرم بحارس مرماه دييغو بيناغليو قائلاً: "هو حارس عالمي وكان عنصراً حاسماً في تحقيق الفوز".
وبدوره نفى فيسينتي ديل بوسكي المدير الفني لإسبانيا أن يكون سبب خسارة فريقه أمام سويسرا هو الوقوع تحت ضغط الترشيحات التي صنّفت الماتادور كأفضل فريق في المونديال.
وقال ديل بوسكي في تصريحات خص بها قناة الجزيرة الرياضية بعد الخسارة بهدف دون رد:"لم نلعب تحت ضغط بسبب الترشيحات، لكننا فقط لم نكن محظوظين وأهدرنا العديد من الفرص السهلة".
وأضاف ديل بوسكي: "أعتقد أن المباراة صعّبت المهمة علينا، وأصبح من الضروري أن نحقق الفوز في المباراتين المقبلتين، فلم تكن الخسارة أمراً جيداً".
ويواجه الفريق الأحمر فريق هندوراس يوم الاثنين المقبل ضمن مباريات المرحلة الثانية من المجموعة الثامنة، بينما يلاقي تشيلي في الجولة الأخيرة يوم الجمعة التالي.
وتتقاسم تشيلي وسويسرا صدارة المجموعة بثلاث نقاط، بينما تتقاسم إسبانيا وهندوراس قاع المجموعة بلا رصيد.